ARK NETWORK reference.ch · populus.ch    
 
  
Nass Al Ghiwane 
 
 
Rubriques

ناس الغيوان
العربي باطما
مهمومــــــة
زَادْ الــهَــم
يوم ملقاك
يا من جانا
يا جمال
يا بني الإنسان
يـَـا صـَـاحْ
واش حنا هما حنا
تاغنجة
تــعــالــي
السيف البتار
سبـحـان الله
سامحوني
صبرى و شتيلة
رد بـــالـــك
نرجاوك عل الدوام
ناس المعنى
نــرجــاك أنــا
نـَـاظـْـمِــي
نَــــدَمْ
مزين مديحك
مَگْوَانِي
ما يدوب حال
مـا نـكـد أنـا
ما هموني
لمذا يا كرامة
لــســقــام
لـمـعـيـزة
لـكـفـيـفـة
لهمامي
قــطــتــي
خَــضْــرَة
خـلـيـنـي
قــــالــــت
جودي برظاك
حوض النعناع
احـنـا ولاد الـ
هولوني
حـَـنْ وَ اشْــف
هاجة لحزان
حدية
غير خودوني
غــادي ف حــالــ
فْ رْحَابْ مْعَا
فــيــن غــادي ب
السلامة
دَلاَّلْ
يا الدم السايل
دكــــــة
ضــايــعــيــن
الضر الواعــر
شـوفـو لـعـجـب
باسمك
الصينية
السيال
الـسـمـطـة
الصدمة
الرغاي
أنا ما عييت
أنــــــا دي أنـ
الأُمـَّـــــ
المَاضِي فَاتْ
الــمــعــنــى
عَــلـُّـولَــ
الله يا مولانا
الــجـَـمْــرَ
عَــلِّــي وُخَ
الانــتــفــاظ
الحـــصـــادة
لبطانة
عــلام الـقـبـي
الْــقـَـسـَـم
آهَــا فـِيــنْ
آش جـــرى لــيــ
الشمس الطالع

 

Liens

 Home  | Livre d'Or  | Album-Photo

ناس الغيوان

كم كان سهلا أن نسمع الآهات الحزينة المنبعثة من 
حناجر "مجاذيب مجموعة ناس الغيوان" وراء دمو الأمهات المتلفعات بالرداء الأطلسي، الأمهات اللواتي تحملن مشقة الصعود إلى منصة جلسات الاستماع التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة، والتي أنشئت لمداواة جراح الماضي والاستماع -لأول مرة- لمواطنين كانوا محرومين من مواطنتهم إلى عهد قريب، وكان من غير المسموح لهم بتجاوز عتبات بيوتهم بضعة أمتار دون إذن من السلطات المحلية... 
 
وحدها مجموعة ناس الغيوان كانت منبر بوح واستماع في "سنوات الرصاص" أو "سنوات الجمر" المغربية. 
 
قد يبدو الأمر مجرد انطباع، ولكن الاستماع من جديد إلى أغاني مجموعة ناس الغيوان، بعد مرور كل هذه السنوات، وبعد انكشاف واقع المغرب بأبعاده الإنسانية والاجتماعية والسياسية، في إطار محاولة طي صفحات الماضي، وفتح صفحات تاريخية جديدة، يساعد على وضع هذه المجموعة التي كان لها صدى عالمي في سياقها التاريخي. 
 
"أولاد أمهاتنا".. روح النضال 
 
تغنت مجموعة ناس الغيوان بكلمات كانت مصدرها عمق المجتمع، ولم تنسج داخل صالونات فاخرة، أو وراء مكاتب منعزلة. يقول عمر السيد (رئيس فرقة ناس الغيوان) بأن أغلب الكلمات التي تغنت بها المجموعة والتي كانت من إبداع أحد عمالقتها مثل بوجميع، أو العربي باطما، كان مصدرها الأصلي الوالدين، وخصوصا أمهات كل من العربي وبوجمعة وعمر. 
 
ويضيف عمر في حواره مع "إسلام أون لاين.نت" أن وراء مجموعة ناس الغيوان كانت أمهات بدويات أميات، لكنهن كن فيضا من الحكمة والعطف والحنان، كما أن أحاديثهن كانت مرصعة في الغالب بالحكم والأمثال الشعبية، فكانت هي المدرسة الأولى للأركان التي أسست مجموعة ناس الغيوان. 
 
ورغم أن الدراسات التي كتبت حول المجموعة كثيرة فإنها في الغالب ركزت حول الإيقاعات، والألحان، وبعض الجوانب الإنسانية، ولم تتغلغل كثيرا في الشخصيات التي كانت عنوان مجموعة غنائية لا يمكن اعتبارها فقط بصمة لفترة زمنية في تاريخ المغرب، بل يمكن التأكيد أنها كانت انعكاسا حقيقيا وصادقا لمرحلة كاملة. 
 
وفي هذا السياق تقف أغلب الكتابات التي اهتمت بالظاهرة الغيوانية عند الحديث عن كون العربي، وبوجميع وعمر.. جاءوا من الحي المحمدي بالدار البيضاء، لكن القليل من المحبين للأهازيج الغيوانية يعرفون أنهم لم يتابعوا دراستهم، وأنهم عاشوا حياة هامشية أثناء الاحتلال الفرنسي للمغرب. 
 
كما كان بعضهم يتعرض للرش بالمبيدات الحشرية، ويقتات من فضلات المزابل في طفولة بئيسة، يتقاسمها معهم آلاف الأطفال الذين أرغمت السلطات الاستعمارية آباءهم المهاجرين من الأرياف بسبب المجاعات وتوالي سنوات الجفاف، على العيش في "كاريانات" أو عشش خصصت للعمال في المصانع على هامش المدن التي لم يكن مسموحا بولوجها إلا للفرنسيين أو لأبناء العائلات المغربية الكبيرة، أو الذين سبقوا المستعمر للاستيطان بالمدينة. 
 
كما أن أعضاء المجموعة وجدوا في مسرح "الطيب الصديقي" متنفسا جديا خارج دروب وأزقة الحي المحمدي قبل أن يجرفهم نهر الغيوان وينطلقوا في مسار غامض، ما زال محتاجا لأكثر من رحلة استكشاف. 
 
يقول عمر السيد مزهوا إن أحد أصدقائه من المثقفين قال له إن العبقرية تورثها الأمهات وليس الآباء، وإن أغلب العباقرة تكون لهم علاقات متميزة مع أمهاتهم، ويضيف: لقد فهمت بعد سنوات من تجربة ناس الغيوان، لماذا استطعنا أن نصنع شيئا متميزا.. ببساطة لأننا كنا "أولاد أمهاتنا". 
 
الصوت الصادق للمغرب 
 
 
ناس الغيوان بقيادة السيد عمر بعد غياب روادها 
 
بالإضافة إلى الأم، كانت للمجموعة مصادر أخرى لكلماتها، حيث تغنوا بأشعار سيدي عبد الرحمن المجذوب، كما كانوا لحن عدد من المجاذيب الذين احتضنتهم شوارع مدينة الدار البيضاء، وأذاقتهم كل صنوف الظلم والفقر والحرمان وجعلتهم يرددون أزجالا رأى فيها البعض جنونا، بينما حولتها مجموعة ناس الغيوان إلى حكم خالدة. 
 
لكل هذه الأسباب كانت مجموعة ناس الغيوان الصوت الصادق للمغرب العميق الذي عاش في كنف قانون الطوارئ، وكانوا منبرا لسنوات الرصاص المغربية، سبق مشروع هيئة الإنصاف والمصالحة بسنوات طويلة. 
 
لقد كانوا مجموعة من المجانين أو المجاذيب بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رفضوا أن يتلونوا بأي لون سياسي؛ وهو ما سمح لهم بالاستمرار في البوح بجراح الوطن التي لم تكن تحمل أي لون غير لون الوطن. 
 
رددوا كلام المجاذيب وعاشوا حياتهم، لم يراكموا ثروات يخشون ضياعها، ولم تكن لهم حياة عادية ككل الناس قد يخشون اهتزازها، ترددت فلسفتهم في الحياة في أكثر من مقطع وفي أكثر من أغنية: فقالوا في أغنية "غادي فحالي": 
 
نقول كلامي غادي فحالي (أقول كلامي وأذهب لحالي) 
 
قولوا لأمي وقولوا لأختي 
 
كلها وفين جاتو 
 
فهاد الزمان كلشي غضبان 
 
المرض والحزون وأنا مخزون 
 
الصبر فصدري جنوي (سكين) مدفون.. 
 
في بداية مسيرة مجموعة ناس الغيوان الأسطورية وقبل أن يحملوا اسمهم، ومباشرة بعد أن قفزوا من سفينة المسرح، ودون وعي منهم دخلوا بحر الغيوان ورددوا في رائعتهم "الصينية": 
 
ياللي ما شفتوني ترحموا عليا 
 
بحر الغيوان ما دخلته بلعاني (عمدا) 
 
زمن غطرسة القوة 
 
 
الراحل بوجمعة هكور 
 
وحدهم ناس الغيوان سمح لهم بأن يجهروا بأوجاعهم ونغماتهم الحزينة، والثائرة أمام الملك الراحل الحسن الثاني. 
 
يحكي عمر السيد رئيس المجموعة والوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة وبكامل قواه العقلية من المجموعة التي احترقت وهي تمشي على الجمر، في جلسة خص بها "إسلام أون لاين.نت"، قصتهم مع الحسن الثاني الذي استدعاهم لقصره، لكي يسمعوه بعضا من أغانيهم التي ترددت في كل الأرجاء. 
 
وتجنبا لما قد لا تحمد عقباه اختاروا أن يؤدوا الأغاني "الهادئة" أمام الملك، قبل أن يتدخل الحسن الثاني الذي كان مهاب الجانب من الجميع، ويوقفهم ويطلب منهم أن يسمعوه أغانيهم التي تتحدث عن الرشوة وعن فساد الحاكم وغيرها... لينطلقوا بعد ذلك كمن يقدم تقريرا صادقا بين يدي ملك البلاد عما آل إليه حال العباد في زمن كان مجرد الحلم بتغيير الحال يقود إلى المعتقلات السرية. 
 
رغم الاستنطاقات الدورية التي كان يتعرض لها رئيس الفرقة، من قبل الأجهزة الأمنية بعد أية أغنية تصدح بها المجموعة، فإنها استمرت منبرا للبوح والاستماع، التقطت موجاته -في زمن كان فيه الراديو التلفزيون من علامات البذخ الذي لا تنعم به إلا فئات محدودة من المجتمع المغربي- في كل مكان، وردده الفلاحون في البيادر، والتلاميذ داخل ساحات مؤسساتهم. 
 
قبل أن يصرح أحمد بن منصور أحد ضحايا مغرب الاستقلال أمام عدسات التلفزيون في أولى جلسات الاستماع التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة بتاريخ 21/10/2004 بأن أول الانتهاكات طالت الأحرار الذين شاركوا في تحرير البلاد، مفتتحا شهادته بقوله: ".. تعرض بعض رموز الحركة التحريرية في بلادنا إلى حملات رهيبة من طرف قوى البطش والغدر.. حملات تسببت في كثير من النوازل والأزمات والكوارث والمحن، وكشفت بجلاء عن نوايا وأبعاد ومخططات القوى الظلامية حيث امتدت يد الغدر إلى قيادة المقاومة وجيش التحرير.. فأودعت السجن بعض رجالاتها الأفذاذ الذين دوخوا الاستعمار بكفاحاتهم الرائعة وبطولاتهم النادرة". 
 
قبل هذا التصريح بسنوات طويلة قال مجاذيب الغيوان: 
 
من الظهر طعنتوا الأحرار 
 
واللي جرى راكم عارفينو (ما وقع أنتم تعرفونه) 
 
ارميتونا فالظلام 
 
هاحنايا يا سيدي فردهاته 
 
أغاني من الشجن والأسى 
 
 
الراحل العربي بوطما  
 
كل شهادات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في مغرب "سنوات الجمر"، يمكن أن نجد صداها في أغاني المجموعة التي تستحق أن تسمى بأغاني مغرب الاستثناء، نسبة لحالة الاستثناء التي فرضها النظام المغربي عام 1965 ونتج عنها تجميد نشاط الأحزاب وحل البرلمان، وتجميع كل السلطات في يد الملك. 
 
فقد رددت المجموعة باسم المغتربين والمنفيين أغنيتها الحزينة "فين غادي بيا أخويا" المليئة بالحنين للأرض وللتربة، وللخيل والقصبة وغيرها من الصور التي يمثلها الوطن، ومن مقاطعها الجميلة: 
 
فين غادي بيا أخويا فين غادي بيا 
 
دقة تابعة دقة شكون يحد الباس 
 
لا تلومونا ف الغربة يا هاد الناس 
 
لا تلومونا ف الغربـة وُليعة الغربة.. 
 
لقد قالت مجموعة ناس الغيوان كل شيء، قبل أن يسمح للضحايا المباشرين بالحديث عن جراح عقود طويلة، وصرخت: في "زاد الهم": 
 
هذا ابن آدم ولى مقهور.. بانت فيه العلامة 
 
كلامه ولى محصور.. حتى ليوم القيامة.. 
 
وفي "مهمومة" إحدى روائع مجموعة ناس الغيوان التي مطلعها: 
 
مهمومة.. أخيي.. مهمومة 
 
مهمومة.. هاد الدنيا مهمومة 
 
تصف واقع الحال حيث ساد الفقر وتفاحش الغنى، إلى أن تعلن سبب ما آل إليه الحال في آخر الأغنية: 
 
لا شورى بقات كل الأفواه مزمومة 
 
يد الطاغي على الوجوه مرسومة 
 
عندما تحدث ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان خلال العقود الماضية وخصوصا المنحدرين من المناطق الأطلسية ومن الصحراء عما تعرضوا له من تجويع، وقتل لحيواناتهم وإحراق لأراضيهم، وهدم لبيوتهم، ومعاناة لأطفالهم... تذكر عشاق ناس الغيوان إحدى أغانيهم التي كانت من أجل فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني، لكنها بلغة المغربي الشعبي البسيط الذي كان يعيش واقعا يكاد يكون مماثلا "ما هموني" 
 
ماهموني غير الرجال إيلا (إذا) ضاعوا 
 
الحيوط (الجدران) إيلا رابو (تهدموا) كلها يبني دار 
 
ما هولوني غير الصبيان مرضوا وجاعوا 
 
الغرس إيلا (إذا) سقط نوضوا (نقوم) نغرسوا أشجار... 
 
كما كان ناس الغيوان قبل جمعيات "ترنسبارنسي" أول من ندد بالرشوة، وبانتشار الفساد في المغرب، عندما قالوا: "باسمك" 
 
تخلطات الشياه بلا نظام والديب رعاها 
 
كثرات الهموم يا المولى والعين بكــات 
 
الهم سيطر عل ليام وجاب خلاها 
 
الرشوة ولفساد ف الدنيا جات المحنات 
 
الشر والتزوير . . . لحرام والقتل بَّاهَا 
 
عمات لقلوب يا المولى مشات الحياة 
 
لطفك قريب يا سيدي اهدي من عماها 
 
ترجع البشرى يا المولى لدوك الخيات 
 
نهاية أبطال ناس الغيوان 
 
ومن مميزات هذه المجموعة التي لم يكن لأعضائها مستويات تعليمية عالية، وكانوا كلهم منحدرين من حي شعبي فقير، ومن أسر بدوية بسيطة، أنها استطاعت أن تربط بين واقع الحال الداخلي المتميز في الغالب بالظلم، والهزائم التي تجرعتها الأمة ككل، فغنوا من أجل المغربي البسيط الذي يعاني في صمت في زمن لم يعرف الفضائيات ولا التطور الإعلامي الحالي الذي يسلط الضوء على العتمات اليوم، كما غنوا من أجل قضية العرب. 
 
بنفس الألم، وبنفس النغمات الحزينة، والحناجر الصادقة رددوا: "شوفوا العجب" 
 
شوفو لعجب ما بقينا عرب 
 
احنا حيوط قصار جماعة في دوار 
 
فاق الكهف وأصحابه ولا جبنا أخبار 
 
شوفو لعجب جماعة في دوار 
 
لحصاد والدراس فينا لعصا ولبكا علينا 
 
هـا اللي شاد من لقرون فينا وفينا يحلب 
 
شوفو لعجب ما بقينا عرب 
 
احنا حيوط قصار جماعة في دوار 
 
فاق الكهف وصحابه ولا جبنا أخبار 
 
شوفو لعجب ما بقينا عرب 
 
ما انتم كفار ولا مجوس تعبدو النار 
 
ما انتم مـسيح ولا مسلمين منكم لخيار 
 
ما خلصتو لسيرة زين لبها سيد لبرار 
 
شوفو لعجب ما بقينا عرب 
 
مجموعة ناس الغيوان لم تؤمن بالالتزام بمبدأ سياسي معين كما يقول رئيسها عمر السيد، بل آمنت فقط بالالتزام بالفن، معتبرة الفن مثل ذلك الطائر الذي لا ينزل إلى الأرض أبدا، يعيش كل حياته محلقا في السماء، ولا تحتضنه الأرض إلا إذا مات. 
 
حياة أعضائها لا يستقيم معها وصف واحد، فقد وصفهم البعض بالمجانين، في حين وصفهم آخرون بالدراويش، أو المجاذيب. ساروا في طريقهم دون وعي منهم كما يؤكد السيد، كانوا كالنهر المتدفق الذي يجري دون إرادة منه، دون أن يلتفت إلى الوراء. 
 
يفضل عمر السيد أن يصف مجموعته بالمجموعة الصوفية التي انغمست في آلام المجتمع، لكنها اختارت أن تحترق بعيدا عنه. 
 
لقد كان ما يميز المرحوم العربي باطما أحد عمالقة ناس الغيوان أنه كان كثير التأمل، حسب رفيق دربه عمر، كان يقفل على نفسه غرفته ويستمر منعزلا شاردا في عوالمه الخاصة أياما وأسابيع، وكان ذلك أحد العوامل التي تسببت في تدهور حالته الصحية وأنهت حياته بسرعة. 
 
بوجميع الذي تحول بعد سنوات قليلة من العطاء إلى أسطورة قبل أن تنطفئ شمعته ليلة 26/10/1974، كانت نهايته مختلفة، إلا أنها كانت ناجمة أيضا عن حالة الاحتراق بطريقة أخرى، تسببت في إصابته بقرحة المعدة. 
 
علال، اسم آخر من الأسماء التي صدحت في سماء ناس الغيوان، يعيش حالة اضطراب عقلي ونفسي، ويتلقى علاجه داخل أحد مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية بمدينة الدار البيضاء. 
 
لا يريد عمر السيد أن يعترف بأن مجموعة ناس الغيوان خاضت تجربة كانت أقوى منها، جمعت بين الفن والفلسفة والتصوف، وما تزال في حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث. لكنه يؤمن بأن مجموعته التي طارت إلى مصاف المجموعات الغنائية العالمية خلال عمر قصير قد "أصيبت بالعين". 
 
لكن مهما تكن التفسيرات فالمجموعة سطرت قدرها دون وعي منها، وردد أعضاؤها منذ أول أغنية: 
 
أنا راني مشيت والهول اداني (أخذني) 
 
ياللي ما شفتوني ترحموا عليا 
 
والديا واحبابي ما سخاو بيا 
 
بحر الغيوان ما دخلته بلعاني .. 
 
وَالْدِيَّا نَتْرْجَّاكُمْ لاَ تْلُومُونِي فَ الْكِيَّة 
 
وَالْدِيَّا نَتَرَجَّاكُمْ لاَ تْلُومُونِي فَ اْلبَلْيَة 
 
بْلِيتْنِي أَنَا . . . كِيْتِي أَنَا . . . أنْكَبَْتِي أَنَا بَكَّاتْ عَدْيَانِي 
 
وَالْدِيَّا وَاحْبَابِي مَا سْخَاوْ بِيَّا بَحْرَ الْغِيوَانْ مَا دْخْلْتُ بَلْعَاني 
 
وَأَنَا رَانِي مْشِيتْ وَالْهَوْلْ دَّانِي وَالْدِيَّا وَاحْبَابِي مَا سْخَاوْ بِيَّا 
 
بَحْرَ الْغِيوَانْ مَا دْخْلْتُ بَلْعَانِي.. 
 
ورغم مرور عقود على ميلاد مجموعة ناس الغيوان فإنها لا تزال تحتل مكانة خاصة في القلوب، وأكبر دليل على مكانة المجموعة في الذاكرة الشعبية المغربية ذلك الرواج الكبير الذي لقيه كتاب "الرحيل" الذي كتبه المرحوم العربي باطما قبل رحيله ولا تزال طبعاته تنفد ثم يعاد توزيعها من جديد، بعد أن وزعت في طبعتها الأولى فقط 10 آلاف نسخة، ولم ينقطع الإقبال عليها رغم مرور سنوات على صدورها.
 

(c) jemi studio - Créé à l'aide de Populus.
Modifié en dernier lieu le 10.10.2005
- Déjà 2728 visites sur ce site!